النصوص الفلسفية لمفهوم الشخصنصوص فلسفية

نصوص فروض محروسة في مفهوم الشخص

نص “ديكارت” “الفكر أساس هوية الشخص”

116

أي شـيء أنا إذن؟ أنا شيء مفكر. وما الشيء المفكر؟ إنه شيء يشك، ويفهم، ويتصور، ويثبت، وينفي، ويريد، ويتخيل، ويحس أيضا. إنه ليس بالأمر اليسير أن تكون هذه كلها من خصائص طبيعتي، ولكن لمَ لا تكون من خصائصها؟

ألستُ أنا ذلك الشخص نفسه الذي يشك الآن في كل شيء تقريبا، وهو مع ذلك يفهم بعض الأشياء و يتصورها ويؤكد أنها وحدها صحيحة، وينكر سائر ما عداها، ويريد أن يعرف غيرها، ويأبى أن يُخدع ويتصور أشياء كثيرة على الرغم منه أحيانا، ويحس منها الكثير أيضا بواسـطة أعضاء الجسم؟ فهل هناك من ذلك كله شيء لا يعادل في صحته اليقين بأني موجود، حتى لو كنت نائما دائما وكان من منحني الوجود يبذل كل ما في وسعه من مهارة لتضيلي؟ وهل هنالك أيضا صفة من هذه الصفات يمكن تمييزها عن فكري أو يمكن القول بأنها منفصلة عني؟

فبديهي كل البداهة أنني أنا الذي أشـك وأنا الذي أفهم وأنا الذي أرغب، و لا حاجة إلى شيء لزيادة الإيضاح. ومن المحقق كذلك أن لدي القدرة على التخيل: لأنه على الرغم من أنه من الممكن – كما افترضت فيما سبق- أنه لا شـيء مما أتخيل بحقيقي، فإن هذه القدرة على التخيل لا تنفك أن تكون جزءا من فكري، وأنا أخيرا الشـخص عينه الذي يحس، أي الذي يُدرك أشــياء معينة بواسطة الحواس … من هنا بدأت أعرف أي شيء أنا، بقدر من الوضوح و التميز يزيد عما كنت أعرف من قبل.


“ديكارت”، التأملات، التأمل الثاني، ترجمة عثمان أمين ، مكتبة الأنكلو مصرية ، الطبعة الثانية ، 1974، ص: 101-103


نص “جون لوك” الوعي والذاكرة أساس هوية الشخص

116

يجب معرفة دلالة لفظ شخص لتحديد معنى الهوية الشخصية. فالشخص، في اعتقادي، كائن مفکر وذكي، قادر على الاستدلال و التفكير، وبإمكانه العودة إلى ذاته باعتبارها هي نفسه، وباعتبارها الشيءذاته الذي يفكر في مختلف الأزمنة وفي مختلف الأمكنة. وهو أمر يقوم به الشخص بالاعتماد على الإحساس الذي خلقته لديه أفعاله الخاصة فحسب. وهذا إحساس غير منفصل عن التفكير، بل يعتبر، كما يبدو لي، ضروريا على اعتبار أنه من غير الممكن لأي كائن كيفما كان أن يدرك دون ان يدري بأنه يدرك.

فحينما نبصر أو نسمع أو نشم أو نتذوق أو نحس أو نفكر مليا، أو نود الحصول على شيء ما، فإننا نعرف ذلك نتيجة لقيامنا به. وهذه المعرفة ترافق دوما إحساساتنا وإدراكاتنا الحاضرة. وبهذا، فكل واحد منا يعتبر ذاته مطابقة لما درج على نعته بهذا الاسم. إننا لا نعتبر، في هذه الحالة، ما إذا كانت الذات نفسها ترتبط باستمرار بالجوهر نفسه أو بمختلف الجواهر. وبما أن الوعي يرافق الفكر باستمرار – وهذا بالضبط ما يجعل كل واحد منا يطلق على ذاته اسم الأنا، و بواسطته يتميز عن كل الأشياء المفكرة الأخرى- فإن هذا أيضا ما يجسد الهوية الشخصية، أو هو ما يجعل الكائن العاقل مطابقا لذاته دائما. وبقدر ما يمكن لهذا الوعي أن يمتد إلى الأفعال أو الأفكار الماضية ، بقدر ما تمتد أيضا هوية هذا الشخص. فالذات الموجودة الآن في الحاضر هي نفسها التي كانت في الماضي، وهذا الفعل الماضي قد أنجز من طرف الذات نفسها التي تقوم باستحضاره في الذهن.


أرثور شوبنهاور، العالم بوصفه إرادة وتمثّلا، ترجمة بوردو، م. ج. ف، 1966.3 ص: 943


نص إيمانويل مونيي، هوية الشخص تنبع من خصوصياته الانسانية الداخلية

...

ليس الشخص موضوعا، بل إن الشخص هو ما لا يمكن أن يتمثل في أي إنسان بوصفه موضوعا؛ فهذا جاري لديه إحساس خاص بجسده، وهو إحساس لا يمكنني الشعور به، ولكن يمكنني النظر إلى هذا الجسد من خارج، وتفحص مزاجه، وخصائصه الوراثية، وشكله، وأمراضه، وباختصار معاملته كمادة لمعرفة فيزيولوجية أو طبية الخ.. إن الشخص عبارة عن واقع كلي وشمولي لا يمكن تحديده من خلال ذلك القانون وتلك السيكولوجيا، فهو مخالف لهما. إن هذا الشخص أيضا قد يكون فرنسيا أو بورجوازيا أو اشتراكيا… الخ. هناك آلاف الطرق التي بواسطتها أتمكن من تحديده كنموذج لطبقة ما تساعدني على فهمه، و بالأخص على التحكم فيه، ولكن ذلك يتوقف على كيفية تعاملي معه؛ إلا أن هذه الأمور مجرد أجزاء مرتبطة بمظهر واحد من مظاهر وجوده. إن آلاف الصور المركبة لا يمكن أن تساوي رجلا يمشي ويفكر ويريد… ليست هناك أشجار وأحجار وحيوانات إلى جانب أشخاص يمكنهم أن يتحولوا إلى أشجار متحركة وإلى حيوانات أكثر دهاء. إن الشخص ليس موضوعا عجيبا في هذا العالم، نعرفه من الخارج مثل باقي الأشياء الأخرى. إن الشخص هو الشيء الوحيد الذي نعرفه والذي نشكله من الداخل، في الوقت نفسه؛ فبقدر ما يكون الشخص حاضرا في كل مكان، فهو لا يوجد في أي مكان …


E. Mounier, le personnalisme, collection Que sais-je?, éd. PUF, 1979, p.5.


“ نص “جول لاشوليي” هوية الشخص في وحدة الطبع وترابط الذكريات”

باسكال هوية الشخص لا تتحدد في النفس ولا في الجسد بل صفات متغسرة

من الأكيد أننا ننظر لأنفسنا على أننا شخص واحد، و أننا نفس الشخص في كل فترات عمرنا، لكن هذه الهوية التي ننسبها لأنفسنا، هل تفترض بالضرورة أن فينا عنصرا ثابتا، أو أنا حقيقيا و ثابتا؟ لنسجل أن الوقائع تكذب كليا هذه الفرضية. فالإنسان الذي هو في حالة نوم ليس له أنا، أو على الأقل ليس له إلا أنا متخيل يتبخر عندما يستيقظ، كما أن ضربة واحدة على رأسه تكفي لحفر هوة عميقة بين أنا اليوم و أنا البارحة لأنها تشل ذكرياتنا… أن نقول بأننا نرجع حالاتنا الداخلية إلى أنانا، معناه أن نقول إننا نرجع حالاتنا الداخلية الخاصة إلى أنا ما أو إلى ذات حاملة عامة… ليس هناك سوى شيئين يمكن أن يجعلانا نحس بهويتنا أمام أنفسنا و هما: دوام نفس المزاج أو نفس الطبع، و ترابط ذكرياتنا. ذلك أن لدينا نفس الطريقة الخاصة في رد فعلنا تجاه ما يؤثر علينا، أي أن نفس العلامة تسم فعلنا الأخلاقي و تطبع حالاتنا الداخلية بطابع شخصي… إضافة إلى ذلك؛ فإن ذكرياتنا تشكل على الأقل بالنسبة للقسم القريب من حياتنا، سلسلة مترابطة الأطراف: فنحن نرى أن حالتنا النفسية الحالية تتولد من حالاتنا النفسية السابقة. و هذه من سابقتها… و هكذا يمتد وعينا التذكري في الماضي و يمتلكه و يربطه بالحاضر … ليست هويتنا الشخصيةإذن، كما كان متداولا من قبل، معطى اوليا أصليا في شعورنا، بل إنها ليست إلا صدى -مباشر أو غير مباشر، متواصلا أو متقطعا- لإدراكاتنا الماضية في إدراكاتنا الحاضرة. وهكذا فنحن لسنا أمام أعيننا، سوى ظواهر يتذكر بعضها بعضا.


Jule Lachelier, Psychologie et métaphysique, PUF, 1948, pp. 8-16


نص “بليز باسكال” ص 14 مقرر رحاب الفلسفة

هوية الشخص لا تتحدد في النفس ولا في الجسد،  ونحن ندركها في صفاته المتغيرة

ما الأنا؟ إن رجلا يقف على النافذة لرؤية العابرين يجعلني أتساءل إذا كنت أمر من هناك، هل وقف ذلك الرجل لرؤيتي أنا؟ الجواب لا، لأنه لا يفكر فيَّ أنا بصفة خاصة. لكن بالنسبة لإنسان يحب أحدا لجماله، هل يحبه فعلا؟ الجواب لا، لأن داء الجذري إذ يقضي على الجمال، دون أن يقضي على الشخص، سيقضي على ذلك الحب تماما، وإذا كان هناك من يحبني لجودة حكمي أو لقوة ذاكرتي، فهل يحبني أنا فعلا؟ الجواب لا، لأنه يمكن أن أفقد تلك الصفات دون أن افقد ذاتي. فأين يوجد إذن هذا الأنا، إذا لم يكن لا في الجسم و لا في النفس؟ ثم كيف نحب الجسم أو النفس، إذا لم يكن بسبب تلك الصفات التي ليست هي الأنا أبدا، لأنها قابلة للزوال؟ وهل يمكن أن نحب بشكل مجرد جوهر نفس الشخص مع بعض الصفات البارزة؟ هذا غير ممكن وغير عادل، إننا لا نحب أحدا إذن، بل نحب فقط صفات معينة.


بليز باسكال ،خواطر، الفقرة 88 صص 36 /37 سنة 1963 . عن الكتاب المدرسي : في رحاب الفلسفة.


...

«لكي نهتدي إلى ما يكوّن الهوية الشخصية لابد لنا أن نتبين ما تحتمله كلمة الشخص من معنى، فالشخص فيما أعتقد، كائن مفكر عاقل قادر على التعقل والتأمل، وعلى الرجوع إلى ذاته باعتبار أنها مطابقة لنفسها، وأنها هي نفس الشيء الذي يفكر في أزمنة وأمكنة مختلفة، ووسيلته الوحيدة لبلوغ ذلك هو الشعور الذي يكون لديه عن أفعاله الخاصة، وهذا الشعور لا يقبل الانفصال عن الفكر، بل هو فيما يبدو لي، ضروري وأساسي تماما بالنسبة للفكر، مادام لا يمكن لأي كائن [بشري]، كيفما كان أن يدرك إدراكا فكريا دون أن يشعر أنه يدرك إدراكا فكريا. عندما نعرف أننا نسمع أو نشم أو نتذوق أو نحس بشيء ما أو نتأمله أو نريده، فإنما نعرف ذلك في حال حدوثه لنا، إن هذه المعرفة تصاحب على نحو دائم إحساساتنا وإدراكاتنا الراهنة، وبها يكون كل واحد منا هو نفسه بالنسبة إلى ذاته، وفي هذه الحالة لا نأخذ في الاعتبار ما إذا كانت الذات نفسها تبقى مستمرة في الجوهر نفسه أو في جواهر متنوعة، إذ لما كان الشعور يقترن بالفكر على نحو دائم، وكان هذا هو ما يجعل كل واحد هو نفسه، ويتميز به من ثم عن كل كائن مفكر آخر، فإن ذلك هو وحده ما يكون الهوية الشخصية أو ما يجعل كائنا عاقلا يبقى دائما هو هو، وبقدر ما يمتد ذلك الشعور بعيدا ليصل إلى الأفعال والأفكار الماضية، بقدر ما تمتد هوية ذلك الشخص وتتسع، فالذات الحالية هي نفس الذات التي كانت حينئذ، وذلك الفعل الماضي إنما صدر عن الذات نفسها التي تدركه في الحاضر».


(جون لوك، مقالة في الفهم البشري، الكتاب II فصل 27، فقرة 9 ترجمه إلى الفرنسية كوسط، ونشره إميليان نايرت، فران، 1994 ص : 264-265)


نص “شوبنهاور” “الهوية والإرادة” ص16 الكتاب المدرسي رحاب الفلسفة

الإرادة أساس هوية الشخص

«على ماذا تتوقّف هوية الشخص؟ ليس على مادّة جسمه، فإنّ هذه تتجدّد في بضعة أعوام، وليس على صورة هذا الجسم، لأنّه يتغيّر في مجموعه وفي أجزائه المختلفة، اللهمّ إلاّ في تعبير النظرة، ذلك أنّه بفضل النظر نستطيع أن نتعرّف على شخصا ولو مرّت سنوات عديدة، وباختصار فإنّه رغم التحولاّت التي يحملها الزمن إلى الإنسان، يبقى فيه شيء لا يتغيّر، بحيث نستطيع بعد مضي زمن طويل جدّا أن نتعرّف عليه، وأن نجده على حاله، وهذا ما نلاحظه أيضا على أنفسنا، فقد نشيخ ونهرم، ولكنّنا نشعر في أعماقنا أنّنا ما زلنا كما كنّا في شبابنا، بل حتّى في طفولتنا، هذا العنصر الثابت الذي يبقى دائما في هويّة مع نفسه دون أن يشيخ أو يهرم أبدا، هو بعينه نواة وجودنا الذي ليس في الزمان، وقد يرى الناس عامة أنّ هويّة الشخص تتوقّف على هويّة الشعور، فإذا كنّا نعني بهذا الذكرى المترابطة لمسار حياتنا، فإنّها لا تكفي لتفسير الأخرى (أي هويّة الشخص)، وليس من شكّ أنّنا نعرف عن حياتنا الماضية أكثر ممّا نعرف عن رواية قرأناها ذات مرّة، ورغم ذلك فإنّ ما نعرفه عن هذه الحياة قليل، فالحوادث الرئيسية والمواقف الهامّة محفورة في الذاكرة، أمّا الباقي فكلّ حادثة نذكرها تقابلها آلاف الحوادث التي يبتلعها النسيان، وكلّما هرمنا توالت الحوادث في حياتنا دون أن تخلّف وراءها أثرا، ويستطيع تقدّم السنّ أو المرض، أو إصابة في المخّ أو حمق أن يحرمنا كلّية من الذاكرة، ومع ذلك فإنّ هويّة الشخص لا يفقدها هذا الاختفاء المستمرّ للتذكّر، إنّها تتوقّف على الإدارة التي تظلّ في هويّة مع نفسها، وعلى الطبع الثابت الذي تمثّله (…)، ولا شكّ أنّنا قد تعوّدنا تبعا لعلاقتنا بالخارج أن نعتبر الذات العارفة هي ذاتنا الحقيقية، ذاتنا العارفة التي تغفو في المساء ثمّ تستغرق في النوم، للتألّق في الغد تألّقا أقوى، ولكن هذه الذات ليست سوى وظيفة بسيطة للمخّ، وليست هي ذاتنا الحقيقية، أمّا هذه التي هي نواة وجودنا، فهي التي تختفي وراء الأخرى، وهي التي لا تعرف في قراراتها غير شيئين: أن تريد أو ألاّ تريد».


أرثور شوبنهاور، العالم بوصفه إرادة وتمثّلا، ترجمة بوردو، م. ج. ف، 1966.3 ص: 943


نص بيرديكيف

“إن الشخص عبارة عن تغير، ولكنه يتغير بناء على قاعدة ثابتة. فأثناء مراحل نموه يتغير شيء ما في الشخص، بيد أنه يظل على ما هو عليه ويحافظ على هويته. قد نبتهج عندما يتغير الشخص ويغتني ويتطور، لكننا نصاب بالذهول والرعب إذا عجزنا عن التعرف عليه، بحيث يختفي الوجه المألوف لدينا ويترك المجال لوجه آخر جديد نجهله، فالشخص أبدي، يظل على حاله دوما، وغير قابل للتعويض؛ ولكنه يتغير بثبات ويسير على طريق التجدد بما يلاقيه من صراعات ومعاناة، وهو في حاجة إلى وقت لكي يصل إلى امتلائه الوجودي. ومن الواجب على هذا الشخص أن يتجاوز التناقض التالي: إنه خصم للزمان الذي يحتوي على الموت في صلبه من جهة، ومن جهة أخرى فهو يعمل على إبداع الزمان من خلال نشأته وتشكله. تلك هي المفارقة الذاتية التي يقوم عليها الشخص: التعايش بين التغير والثبات، بين الزمان وما فوق الزمان. يفترض الشخص وجود التغير والابداع الخلاق، ولا يفتقر إلى أية ثباتية؛ وإنما يلزمه فقط ألا يخون نفسه في خضم هذا التغير، وأن يظل مخلصا لذاته. إن سر وجوده يكمن في الوحدة بين التغير والجدة من جهة، والإخلاص لذاته والمحافظة على هويته من جهة أخرى.”


N.Berdiqeff, Cinq meditations sur l’existence, éd.Aubier Montaigne 1936, pp.200-206.


نص أيزاناب

” إذا اعتبرنا جوهر الأشخاص يكمن في أنهم كائنات مستقلة ذاتيا، فإنه لا شيء أسوء من معاملتهم بوصفهم موضوعات أو موجودات طبيعية غير مستقلة ذاتيا، تخضع لنفوذ التأثيرات السببية، مخلوقات تحت رحمة المحفزات الخارجية، يمكن لحكامهم استغلالهم والتلاعب بهم. ولا ريب في أن التعامل مع الأشخاص بهذه الطريقة يعني اعتبارهم عاجزين عن تقرير مصيرهم. إن التلاعب بالأشخاص واستغلالهم، ودفعهم إلى أهداف لا يرونها هم، يعني إنكار جوهرهم البشري، والتعامل معهم على أنهم أشياء من دون إرادات خاصة بهم، ومن ثم الحط من منزلتهم. لهذا السبب يعني الكذب على الأشخاص أو خداعهم، استخدامهم وسائل لغايات مستقلة وخاصة، وليس غايات لفائدتهم، يعني معاملتهم في واقع الأمروكأنهم أدنى من مستوى البشر، وأن غاياتهم أقل أهمية وقداسة من غايات من يتسلط بهم. تحت أي ذريعة يبرر إجبار الآخرين على فعل شيء ما أرادوه أو وافقوا عليه؟ باسم قيمة أسمى منهم !!!. لا توجد قيمة أسمى من الشخص. ومن ثم، فإن فعل ذلك يعني إجبارهم باسم شيء أدنى منزلة وأهمية منهم. وهذا يناقض حقيقة الأشخاص، أي أنهم غايات بحد ذاتهم، ولذلك، فإن جميع أشكال التلاعب بالأشخاص داخل سياق الحياة الاجتماعية، ورشوتهم، وتشكيلهم بطريقة مغايرة لإرادتهم ليلائموا النمط الجائر، والسيطرة على فكرهم وتكييفهم، ليست سوى إنكارا لما يجعلهم أشخاصا ويجعل قيمهم نهائية وجوهرية.”


“أيزانا ب”، الحرية، ترجمة معين الإمام، منشورات دار الكتاب، مسقط، 2015، ص 247.248.


زر الذهاب إلى الأعلى