مجزوءة الطبيعة والثقافةفروض وامتحانات

فرض محروس في مجزوءة الطبيعة والثقافة

فرض محروس في مجزوءة الطبيعة والثقافة

نص كلود ليفي ستراوس

(موضوع النص)
كلود ليفي ستراوس التمسييز بين الطبيعة والثقافة

لم يسمح إذن أي تحليل واقعي بإدراك نقطة الانتقال من وقائع الطبيعة إلى وقائع الثقافة. بيد أن النقاش السابق، لم يُفض بنا إلى هذه النتيجة السلبية فقط، بل أمدنا عن طريق وجود القاعدة أو غيابها في السلوكات التي تنفلت من التحديدات الغريزية بالمعيار الأكثر ملائمة للمواقف الاجتماعية. فحيث تبرز القاعدة، فنحن على يقين بأننا على صعيد نظام الثقافة. وبصورة متماثلة، من السهل معرفة أن الكوني أو العام هو معيار الطبيعة. ذلك أن ما هو ثابت عند الانسان ينفلت بالضرورة من مجال العادات، والتقاليد، والتقنيات والمؤسسات التي عن طريقها تتمايز المجموعات وتتباين.

وفي غياب تحليل واقعي، فإن معياري القاعدة والكونية يقدمان مبدأ تحليل نظري يسمح بعزل العناصر الطبيعية عن العناصر الثقافية، لنقل إذن، إن كل ما هو عام لدى الانسان يعود إلى نظام الطبيعة ويتميز بالعفوية، وأن كل ما يخضع لقاعدة ينتمي إلى الثقافة ويتسم بصفات ما هو نسبي وما هو خاص.


Les structures élémentaires de la parenté, Ed. P.U.F. pp, 1-3-4


نموذج للإجابة عن أسئلة الفرض

السؤال الأول: (إشكال النص)

في سياق معالجة الإشكالية الفلسفية التي تطرحها صعوبة التمييز بين الطبيعة والثقافة في السلوك الإنساني، يتناول النص هذه القضية من منطلق محاولة الإجابة عن السؤال التالي: هل يمكن الفصل بين الطبيعة والثقافة في السلوك الإنساني؟ وما المعيار المناسب للتمييز بين ماهو طبيعي وما هو ثقافي في السلوك الإنساني؟

السؤال الثاني: (أطروحة النص)

 يتناول النص موضوع الفهم والتحليل، علاقة السلوك الإنساني بكل من الطبيعة والثقافة، في محاولة منه لتجاوزا الصعوبة التي يطرحها التمييز بين المفهومين ووضع معايير للفصل بين ما هو طبيعي وما هو ثقافي في السلوك الإنساني، ويرى تبعا لذلك أن: معيار القاعدة وما هو خاص ونسبي، هو مقياس تمييز الثقافة، وهنا يقول “حين تظهر القاعدة فنحن على يقين بأننا على صعيد نظام الثقافة”. أما معيار تمييز الطبيعة فيتجلى فيما هو عام وكوني وثابث وعفوي.

السؤال الثالث: (البنية المفاهيمية للنص)

الطبيعة:  عامة، كل ما يوجد وجودا أصليا من دون أن يتدخل فيه الانسان، ومن خصائصها حسب سياق النص، أنها كونية وعامة، وثابتة، بمعنى هي كل ما يتمظهر في السلوك الانساني، ويتصف بخاصية الكونية والعمومية.

الثقافة: عامة هي كل ما أضافه الانسان إلى الطبيعة، وبحسب النص، هي خاصية لكل سلوك إنساني منفصل عن الغريزة، ومحكوم أو موجه بقاعدة معينة، ومن خصائصها أيضا أنها نسبية وخاصة.

المجتمع: مجموعة من الأفراد والجماعات تربطهم علاقات منظمة ومصالح متبادلة، وينظمون وجودهم بواسطة قوانين ومؤسسات.

معيار القاعدة: أي المقياس المميز لمظاهر الثقافة في السلوك الانساني، ومعنى ذلك، أن كل سلوك إنساني موجه بقواعد وتعليمات وتوجيهات مكتسبة من المجتمع ومفكر فيها قبليا، فهو ينتمي لنظام الثقافة.

معيار الكونية: أي المقياس المميز لمظاهر الطبيعة في السلوك الانساني، ومعنى ذلك، أن كل سلوك إنساني خاضع لما هو غريزي، أو عام وكوني ومشترك بين أفراد النوع البشري في أي جزء من العالم، فهو يرتد لنظام الطبيعة.

السؤال الرابع: (حجاج النص)

اعتمد صاحب النص في بناء أطروحته وإثباتها، على جملة من الأفكار الحجاجية ذات مرجعية واقعية ومنطقية، حيث استهل نصه بنقد المحاولات السابقة في عدم قدرتها على تقديم تحليل واقعي للتمييز بين الطبيعة والثقافة في السلوك الانساني، مؤكدا أن معيار القاعدة هو المميز لنظام الثقافة، واضعا تقابلا بينه ومعيار الكونية، الذي يعتبر مؤشرا على نظام الظبيعة، وفي ختام النص استنتج أن كل ماهو عام وعفوي لدى الانسان يعود إلى نظام الطبيعة، في حين أن كل ما يخضع لقاعدة ينتمي إلى الثقافة ويتسم بالنسبية والخصوصية (الخصوصية الثقافية).


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى